الجمعة 23 فبراير 2024 / 13:03

صحيفة فرنسية: أبوظبي.. حلم زايد يتحقق

أشادت صحيفة "20 دقيقة" الفرنسية الأوسع وصولاً وانتشاراً في باريس وضواحيها، بما حققته دولة الإمارات من إنجازات ضخمة ومكانة عالمية مرموقة، مُعتبرة أنّ "أبوظبي وفيّة لجذورها وواثقة في أصولها ومُستقبلها، وهي معقل لأهم المشاريع الاقتصادية والثقافية".

تحولت أبوظبي التي تعتز بتراثها إلى واحدة من أكثر المدن ديناميكية وأماناً في العالم

أبوظبي تنمو بسرعة لا مثيل لها حتى باتت المعقل الجديد للأعمال التجارية في العالم

وقالت في تقرير موسّع ومُصوّر لها أعدّه عضو هيئة التحرير جان كلود أوربان تحت عنوان "أبوظبي، حلم القائد الحكيم يتحقق"، إنّه وفي غضون بضعة عقود فقط، تحوّلت هذه الإمارة التي تعتز بتراثها إلى واحدة من أكثر المدن ديناميكية وأماناً في العالم.
وذكرت اليومية الفرنسية أنّ الوالد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، واصل منذ نشأته البدوية عشق الإبل والصقور، وقبل كلّ شيء، كان صاحب رؤية، فلقد انبثقت من الكثبان الرملية بفضل "الرجل الحكيم" دولة حديثة في الاقتصاد والتعليم والصحة، ليُواصل تحقيق طموحه اليوم رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مُعززاً من جهود الحداثة والتطوير مع الحرص على صون التقاليد الأصيلة وتوريثها.
وأشاد التقرير بالمكانة العالمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، مُشيراً إلى أنّ أبوظبي تنمو بسرعة لا مثيل لها حتى باتت المعقل الجديد للأعمال التجارية في العالم، فضلاً عن أنّ أسواقها التقليدية الشعبية للتمور والأسماك والخضروات تمتاز بالنظافة والرقي والتنظيم المثالي. كما أنّ مدينة أبوظبي تتصدّر تصنيف المُدن الأكثر أماناً في العالم.
وقال كلود أوربان، الكاتب والمراسل الصحافي الفرنسي، إنّ الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، كان مُتقدّماً على عصره في شؤون البيئة، وفي عهده، تمّ استثمار أموال ضخمة في زيادة المساحات الخضراء وتحلية مياه البحر.

وعلى مرّ السنين، قام بزراعة الملايين من الأشجار وخاصة النخيل منها، وفي كثير من الأحيان بيديه، "ليكون قدوة" لشعب الإمارات، وليتبع خُطاه الشيخ محمد بن زايد، وخاصة من خلال مواصلة تطوير مشروع مدينة مصدر البيئي، والتي ستكون قريباً أول مدينة "تُصبح خالية من انبعاثات الغازات الدفيئة، وتمتاز بصفر نفايات".

التراث في مهرجان الظفرة

وأشادت الصحيفة بدور مهرجان الظفرة في صون التراث، وقالت إنّ هذا الحدث الكبير يجتذب في كلّ عام من خلال مسابقات الجَمال (المزاينة) عشرات الآلاف من الإبل وملاكها إلى صحراء أبوظبي، حيث يتم منحهم جوائز ضخمة، لكن وقبل كل شيء فإنّ هذه المُنافسات الشيّقة تمنحهم مشاعر الفخر والمجد، إذ لدى البدو في الإمارات منذ آلاف السنين إعجاب لا حدود له بالإبل وغيرها من الحيوانات.
وقالت إنّه في تنقّلهم الدائم عبر سنين طويلة، لم يقس سكان الصحراء ثرواتهم بقطع من الأراضي، بل بأعداد الجِمال التي يملكونها. وقد ساعدتهم هذه الحيوانات الرصينة والصبورة على التجوّل مع تزويدهم بالحليب للشرب والشعر لنسجه والروث لحرقه.

كما كانت الحياة اليومية للكثير من السكان مُقسّمة بين رعاية قطعان الإبل وصيد الأسماك وقطف التمر والشؤون القبلية، لكنّ اكتشاف النفط، وضع حدّاً لأسلوب الحياة هذا الذي دام قروناً تمكّن البدو خلالها من ترويض الصحراء لصالحهم، بينما تُعتبر الإمارات اليوم من أرقى دول العالم.

أكبر تجمّع للمواقع الثقافية في الكوكب

وتحت عنوان فرعي "عندما يُصبح كل شيء مُمكناً"، قال عضو هئية تحرير اليومية الفرنسية إنّ دولة الإمارات العربية المتحدة، تتميّز وتتفرّد بالتنوّع الثقافي والتسامح الديني، وهذا ما يُجسّده جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، والبيت الإبراهيمي الذي يجمع مسجداً وكنيسة ومعبداً يهودياً في موقع واحد.
وأشاد بالحرص الحكومي الواسع على الاستثمار في التعليم بوصفه أفضل استخدام للثروات الوطنية، حيث يُمكن اليوم الانضمام إلى العديد من البرامج التعليمية والأكاديمية لأعرق الجامعات في العالم، خاصة تلك التي يُقدّمها فرع جامعة السوربون الباريسية في أبوظبي، والتي تقع في قلب منطقة جيوسياسية تتألق بعالميتها ودورها.
وأكد تقرير الصحيفة أنّ أبوظبي تهدف إلى أن تُصبح مركزاً عالمياً للفنون والترفيه، وذلك بفضل المشاريع الضخمة التي تمّ تطويرها في جزيرتي ياس والسعديات. حيث تمّ تخصيص الجزيرة الأولى للفعاليات الرياضية ومناطق الجذب العائلية والترفيهية، فيما من المتوقع أن تُصبح جزيرة السعديات من جانبها "أكبر تجمّع للمواقع الثقافية على هذا الكوكب"، وبعد استكمال المجموعة المستقبلية من المتاحف، فإنّ اسم الجزيرة أخذ معناه الكامل ليُسعد عُشّاق الفن والتاريخ من مختلف أنحاء العالم، وفقاً لتعبير مُعدّ التقرير كلود أوربان.